قبل عدة أسابيع، عاد أطفال عائلة "حسن" من المدرسة وأخبروا أمَّهم بأن زملاءهم الصوماليين في الصف يهددون بمغادرة البلاد خشية أن يُقدِم دونالد ترامب، الذي يوشك أن يصبح الرئيس الجديد، على طردهم من البلاد. قالت والدتهم "نصرة" إنها شعرت بالخوف ولم تعرف ماذا تقول لهم.
وكانت "نصرة" قد وصلت إلى الولايات المتحدة منذ فترة ليست بالبعيدة رفقة 6 من أطفالها الثمانية. وانتقلت العائلة إلى مدينة ساينت باول بولاية مينيسوتا في مايو/أيار من العام الحالي بصفتهم لاجئين تنقّلوا من الصومال إلى عدة دول شرق أوسطية منذ عام 2007.
ولكن يبدو أنها تستعد للرحيل مرة أخرى؛ لكون الرجل الذي يوشك أن يتولى أعلى منصب حكومي في أميركا لطالما شوّه سمعة المسلمين واللاجئين.
مشاكل دائمة :
تقول "نصرة": "كلما حللنا في مكان يقع لنا مكروه ما، والآن لا ندري أين نذهب!". وتعد "نصرة" واحدة ضمن كثير من اللاجئين الذين أعيد توطينهم ويخالجهم شعور بالدهشة والخوف والارتباك خلال الفترة الانتقالية للرئاسة التي تشهدها الولايات المتحدة حالياً.
تقرير نشرته النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"، الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تحدث مع العديد من اللاجئين السوريين في مدينة كلاركستون بولاية جورجيا، على بُعد نحو 40 دقيقة بالسيارة من مدينة أتلانتا. ورفض جميع من قابلناهم الكشف عن أسمائهم؛ خوفاً على سلامة أفراد عائلاتهم الذين ما يزالون في الشرق الأوسط.
وعبرت امرأة تبلغ من العمر 65 عاماً عن خوفها من أن يطبق ترامب حظراً على المهاجرين المسلمين أو يُدخل تغييرات على برنامج إعادة توطين اللاجئين، ففي تلك الحالة قد لا يحصل أفراد عائلتها على موافقة لإعادة التوطين والانضمام إليها.
وتشعر هذه العجوز بالقلق، خاصة على أحد أبنائها العالقين في مصر؛ إذ إن لديه طفلاً يعاني إعاقة، وطلب إعادة التوطين الخاص بعائلته ما زال في مرحلة التدقيق التي تستمر من 18 إلى 24 شهراً.
وقال رجل يتواجد مع زوجته الحامل وطفله الصغير، إنه يخشى الإبعاد عن الولايات المتحدة نهائياً. وتساءل ما إذا كانوا سيُرسلونه إلى وطنه سوريا إن حدث ذلك، أو إلى إحدى الدول التي يفر السوريون إليها، مثل الأردن أو تركيا. وقال: "هل سيُعيدونني عند بشار [الأسد]؟".
حالة من الهلع :
لكن هناك من لا ينجرف وراء حالة الهلع التي تسبب فيها ترامب؛ فهناك لاجئ ثالث، كان يعمل مدرساً للغة العربية في سوريا، قال إنه لا يعتقد أن ترامب سينفذ الوعود التي أطلقها خلال حملته، وإن تنفيذها سيواجه الكثير من العقبات القانونية.
وأضاف: "هناك الكونغرس والمحكمة العليا والشعب الأميركي. هؤلاء لن يدعوه يمضي قدماً في ذلك".
وعبر عن شكوكه في أن الناس هنا على استعداد لرؤية بلدهم يعود 60 أو 70 عاماً إلى الوراء. لكن إن حدث ذلك "فسنكون في ورطة".
أما عائلة الدربي التي تتتبعها "هافينغتون بوست" منذ أكثر من عام، فقد عبّرت هي الأخرى عن شكوكها حيال ادعاءات ترامب.
وقال رب العائلة، محمد، إن جميع أفراد عائلته ظلوا مستيقظين ليلة 8 نوفمبر/تشرين الثاني بشقتهم في نيوجيرسي لمتابعة أول انتخابات رئاسية إبان وجودهم في الولايات المتحدة.
ووافق محمد مدرس اللغة العربية الرأي، وقال إن ترامب لن ينفذ كثيراً مما وعد به، لكنه عبّر عن بعض القلق حيال بعض الشخصيات التي ستكون جزءاً من إدارته، لا سيما المستشارين المستقبليين مثل كريس كوباتش الذي يدعم فكرة إنشاء سجل خاص للمسلمين.
وتساءل محمد: "هل تعتقدون أن ذلك سيحدث؟". كما لم يُخفِ تهكمه حيال تزايد جرائم الكراهية منذ الانتخابات.
وأضاف: "ترامب يُضفي شرعية على الكثير من خطاب الكراهية في الشارع أصلاً. أشعر بأن الكثير من الأميركيين سيقولون أشياء تنطوي على الكراهية بحرية أكبر الآن".
ويقول محمد وزوجته أميرة إنهما يشعران بالراحة في نيوجيرسي؛ لكونها ولاية تتصف بالتنوع. وقال محمد إنه لم يواجه أي مشكلات في عمله، وإن مدرسي أطفاله طمأنوا الطلبة قائلين إنه ليس لديهم سبب للقلق.
لكن ابنة محمد الكبرى، نبيهة، لم تكن محظوظة لتلك الدرجة؛ إذ كانت ضحية هجوم معادٍ للمسلمين؛ فقد قال لها بعض زملائها في الصف الثامن، من ذوي الأصول اللاتينية، إنهم سعداء بفوز ترامب، كما قالوا لها: "أنتم أشرار"، بالإشارة إلى المسلمين.
من جانبها، قالت الوكالات المسؤولة عن إعادة توطين اللاجئين إنها تشعر بالارتباك مثل اللاجئين أنفسهم، لكنها تركز على المضي قدماً في مساعدة الناس على بدء حياتهم الجديدة.
وقالت إليزابيث روس، منسقة مجتمع اللاجئين في المعهد الدولي بمينيسوتا، وهو مجموعة محلية لإعادة التوطين: "ينتاب الجميع شعور بالارتباك والريبة والقلق حيال مستقبل المهاجرين واللاجئين في هذا البلد".
وبحسب الأرقام الصادرة عن مركز اللاجئين، فإن الولايات المتحدة قد أعادت توطين 84995 شخصاً خلال السنة المالية 2016 التي انتهت في سبتمبر/أيلول الماضي، كما تمت إعادة توطين 10 آلاف شخص منذ ذلك الحين.
وعود سابقة :
ولكن يبدو أنها تستعد للرحيل مرة أخرى؛ لكون الرجل الذي يوشك أن يتولى أعلى منصب حكومي في أميركا لطالما شوّه سمعة المسلمين واللاجئين.
مشاكل دائمة :
تقول "نصرة": "كلما حللنا في مكان يقع لنا مكروه ما، والآن لا ندري أين نذهب!". وتعد "نصرة" واحدة ضمن كثير من اللاجئين الذين أعيد توطينهم ويخالجهم شعور بالدهشة والخوف والارتباك خلال الفترة الانتقالية للرئاسة التي تشهدها الولايات المتحدة حالياً.
تقرير نشرته النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست"، الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تحدث مع العديد من اللاجئين السوريين في مدينة كلاركستون بولاية جورجيا، على بُعد نحو 40 دقيقة بالسيارة من مدينة أتلانتا. ورفض جميع من قابلناهم الكشف عن أسمائهم؛ خوفاً على سلامة أفراد عائلاتهم الذين ما يزالون في الشرق الأوسط.
وعبرت امرأة تبلغ من العمر 65 عاماً عن خوفها من أن يطبق ترامب حظراً على المهاجرين المسلمين أو يُدخل تغييرات على برنامج إعادة توطين اللاجئين، ففي تلك الحالة قد لا يحصل أفراد عائلتها على موافقة لإعادة التوطين والانضمام إليها.
وتشعر هذه العجوز بالقلق، خاصة على أحد أبنائها العالقين في مصر؛ إذ إن لديه طفلاً يعاني إعاقة، وطلب إعادة التوطين الخاص بعائلته ما زال في مرحلة التدقيق التي تستمر من 18 إلى 24 شهراً.
وقال رجل يتواجد مع زوجته الحامل وطفله الصغير، إنه يخشى الإبعاد عن الولايات المتحدة نهائياً. وتساءل ما إذا كانوا سيُرسلونه إلى وطنه سوريا إن حدث ذلك، أو إلى إحدى الدول التي يفر السوريون إليها، مثل الأردن أو تركيا. وقال: "هل سيُعيدونني عند بشار [الأسد]؟".
حالة من الهلع :
لكن هناك من لا ينجرف وراء حالة الهلع التي تسبب فيها ترامب؛ فهناك لاجئ ثالث، كان يعمل مدرساً للغة العربية في سوريا، قال إنه لا يعتقد أن ترامب سينفذ الوعود التي أطلقها خلال حملته، وإن تنفيذها سيواجه الكثير من العقبات القانونية.
وأضاف: "هناك الكونغرس والمحكمة العليا والشعب الأميركي. هؤلاء لن يدعوه يمضي قدماً في ذلك".
وعبر عن شكوكه في أن الناس هنا على استعداد لرؤية بلدهم يعود 60 أو 70 عاماً إلى الوراء. لكن إن حدث ذلك "فسنكون في ورطة".
أما عائلة الدربي التي تتتبعها "هافينغتون بوست" منذ أكثر من عام، فقد عبّرت هي الأخرى عن شكوكها حيال ادعاءات ترامب.
وقال رب العائلة، محمد، إن جميع أفراد عائلته ظلوا مستيقظين ليلة 8 نوفمبر/تشرين الثاني بشقتهم في نيوجيرسي لمتابعة أول انتخابات رئاسية إبان وجودهم في الولايات المتحدة.
ووافق محمد مدرس اللغة العربية الرأي، وقال إن ترامب لن ينفذ كثيراً مما وعد به، لكنه عبّر عن بعض القلق حيال بعض الشخصيات التي ستكون جزءاً من إدارته، لا سيما المستشارين المستقبليين مثل كريس كوباتش الذي يدعم فكرة إنشاء سجل خاص للمسلمين.
وتساءل محمد: "هل تعتقدون أن ذلك سيحدث؟". كما لم يُخفِ تهكمه حيال تزايد جرائم الكراهية منذ الانتخابات.
وأضاف: "ترامب يُضفي شرعية على الكثير من خطاب الكراهية في الشارع أصلاً. أشعر بأن الكثير من الأميركيين سيقولون أشياء تنطوي على الكراهية بحرية أكبر الآن".
ويقول محمد وزوجته أميرة إنهما يشعران بالراحة في نيوجيرسي؛ لكونها ولاية تتصف بالتنوع. وقال محمد إنه لم يواجه أي مشكلات في عمله، وإن مدرسي أطفاله طمأنوا الطلبة قائلين إنه ليس لديهم سبب للقلق.
لكن ابنة محمد الكبرى، نبيهة، لم تكن محظوظة لتلك الدرجة؛ إذ كانت ضحية هجوم معادٍ للمسلمين؛ فقد قال لها بعض زملائها في الصف الثامن، من ذوي الأصول اللاتينية، إنهم سعداء بفوز ترامب، كما قالوا لها: "أنتم أشرار"، بالإشارة إلى المسلمين.
من جانبها، قالت الوكالات المسؤولة عن إعادة توطين اللاجئين إنها تشعر بالارتباك مثل اللاجئين أنفسهم، لكنها تركز على المضي قدماً في مساعدة الناس على بدء حياتهم الجديدة.
وقالت إليزابيث روس، منسقة مجتمع اللاجئين في المعهد الدولي بمينيسوتا، وهو مجموعة محلية لإعادة التوطين: "ينتاب الجميع شعور بالارتباك والريبة والقلق حيال مستقبل المهاجرين واللاجئين في هذا البلد".
وبحسب الأرقام الصادرة عن مركز اللاجئين، فإن الولايات المتحدة قد أعادت توطين 84995 شخصاً خلال السنة المالية 2016 التي انتهت في سبتمبر/أيلول الماضي، كما تمت إعادة توطين 10 آلاف شخص منذ ذلك الحين.
وعود سابقة :
وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما قد تعهدت بداية هذا العام بزيادة عدد اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة. ويمكن تقديم حق اللجوء لنحو 110 آلاف شخص خلال سنة 2017 المالية، وهو فعلاً عدد مرتفع مقارنة بعامي 2015 (70 ألف شخص) و2016 (85 ألف شخص).
لكن لا يعلم أحد بعدُ ما سيفعله ترامب في هذه الحصص.
يقول مارك هيتفيلد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة HIAS، وهي واحدة من 9 وكالات إعادة توطين وطنية: "نعمل الآن على اعتبار أن جميع برامجنا ستستمر قيد التنفيذ، وأن الحكومة لن تتخلى عن هذا الالتزام المهم تجاه إعادة توطين اللاجئين. لكن هناك الكثير من الأسباب التي تبعث على القلق".
وأشار هيتفيلد إلى مسألة معينة تبعث على القلق، وهي حملة وقف هجرة المسلمين. وقال: "ستكون بمثابة كارثة من حيث الرسالة التي نبعث بها للأقليات الدينية، ومن حيث الطريقة التي سيعامَلون بها عند وصولهم إلى هنا".
وذهب هيتفيلد إلى ما تحدث عنه محمد من قبل، ألا وهو المشكلة الثانية المتمثلة في الخطاب التفريقي الذي غذّته حملة ترامب، "الأمر لا يقف عند ما قد يفعله ترامب، فهناك الآن الكثير من الناس الذين يقولون أشياء سلبية عن اللاجئين والأقليات. هناك من اللاجئين مَن طلب الانتقال من الأحياء التي وضعناهم فيها، لكني لا أعرف مكاناً أفضل".
ورغم المشاعر المعادية التي ستواجههما، فإن هيتفيلد وروس شددا على أن الالتزام بمساعدة اللاجئين أكثر أهمية الآن من أي وقت مضى.
وقالت روس: "نحن كوكالة مستعدون لمساعدة الناس لكي لا يخافوا وأن يستبشروا بعدم حدوث أي تغيير جذري على الإجراءات الحالية. مهمتنا لن تتغير. نحن نحاول الإبقاء على جو إيجابي وعدم الاستسلام للخوف".
تحترم "نصرة" وأطفالها الستة هذه الدعوات، كما يعملون بجد للشعور بأن أميركا هي وطنهم الدائم رغم كل تلك الشكوك. كما استكملت 4 من بناتها الدراسة بعد توقف؛ إذ تم وضعهن في الصف التاسع، حيث يسعين لتحقيق أحلامهن في مجالات الموضة والحقوق والأعمال، أما ابنها فانضم إلى برنامج التطوير التعليمي العام GED.
تقول "نصرة" إنها تمكنت من النوم طوال الليل لأول مرة منذ زمن بعيد، وإنها تنوي الحصول على وظيفة والبحث عن شقة جديدة لعائلتها حال ترتب بعض الأمور. لكن أول ما تريد عمله هو تعلم قيادة السيارة ومساعدة إحدى بناتها على الشفاء من عملية أجرتها في العمود الفقري.
وتتابع: "هذه أمريكا، لذا يجب علينا أن نقف جنباً إلى جنب. الأمر صعب لكن يجب أن نثق بقدراتنا".
الموضوع مترجم عن النسخة الأميركية لـ"هافينغتون بوست".